وباء فيروسي قد يكون وراء نفوق أطنان الأسماك في القرعون
في ظاهرة لم تعرف أسبابها بعد بشكل واضح، نفقت أطنان من الأسماك خلال الأيام الماضية في بحيرة القرعون.
وأفاد تقرير أولي نشرته وكالة “الصّحافة الفرنسيّة“، أنّ وباءً فيروسياً قضى على الأسماك من نوع الكارب دون سواها في البحيرة، غير أن خبيراً أفاد أن نفوق الأسماك قد يكون ناجماً عن التلوث.
المشهد في بحيرة القرعون مفجع، إذ يمكن رؤية مئات الأسماك من كل الأحجام مكدّسة على مسافة تفوق خمسة كيلومترات على ضفة البحيرة، فيما تنتشر رائحة نتنة في الجو.
ويقوم مواطنون بإزالة الأسماك النافقة بالمجارف وحملها في عربات، فيما يجرف جرار كميات منها يفرغها في شاحنة.
وقال نصرالله الحاج من المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في حديث لوكالة الصحافة الفرنسيّة “نحن هنا لليوم الثالث نحاول رفع الأسماك النافقة عن شطوط بحيرة القرعون”، مضيفا “أزلنا ما قيمته 40 طنا تقريبا”.
ووصف صياد السمك محمود عفيف فارس (61 عاما) الوضع بأنه “كارثة”، مضيفا “إنها أول مرة في حياتنا نرى مشهدا كهذا”.
والقرعون هي أكبر بحيرة اصطناعية في لبنان، ويقع عليها أكبر سدود البلاد، وتبلغ سعتها نحو 220 مليون متر مكعب من المياه.
إلا أنها تعاني منذ عقود مع أجزاء واسعة من نهر الليطاني، من مستويات تلوث خطيرة، أبرز أسبابها مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية والمواد الكيميائية التي تستخدم في الزراعة.
وحذرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجمعية حماية الطبيعة الجمعة من “مرض وبائي وفيروسي خطير قابل للانتقال”.
وأوضحت الهيئتان في تقرير أولي أن الوباء يستهدف نوعاً معيناً من أسماك القرعون هو سمك الكارب، في حين أن الأنواع الأخرى “بصحة جيدة”.
غير أن كمال سليم خبير المياه الذي يأخذ عينات من مياه البحيرة منذ 15 عاما، أفاد أن التلوث قد يكون السبب خلف نفوق الأسماك. وقال “لا يمكن أن نحسم الأمر بدون تحليل”.
ولفت بيان مشترك صادر عن المصلحة والجمعية إلى ان هذا الوباء يفاقم أزمة الأسماك في الليطاني جراء التلوث الكيميائي والبيولوجي الناتج عن الانشطة البشرية الصناعية والزراعية والسكنية.
ودعت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الإثنين إلى اتخاذ إجراءات لتنفيذ قرار وزارة الزراعة الصادر العام 2018 لمنع الصيد في بحرية القرعون “لعدم صلاحية الأسماك فيها للاستهلاك البشري” جراء التلوث. وأكدت على ضرورة إصدار قرار بعدم التقاط الأسماك النافقة وبيعها.